التاريخ الزلزالي لفالق البحر الميت- فالق عقبة- لبنان:
تشمل منطقة الانهدام الممتدة من جبال لبنان حتى البحر الاحمر مرورا بنهر
الاردن والبحر الميت التي لم تكن في يوم ما خالية من النشاط الزلزالي
,ويعود اقدم زلزال دون في السجلات تعود الى سنة 3100 قبل الميلاد , ومنذ
تلك الفترة , تعرضت المنطقة الى الكثير من الزلازل ومنها الزلازل القوية
المدمرة, وهنا يمكن ذكر بعض منها التي ضربت المنطقة في سنوات (
,1068,1212,1293,1588,1751و1927,1873)(4و5) كما شهدت المنطقة في القرن
العشرين الى العديد من الزلازل في اعوام(
1927,1934,1958,1983,1990,1993,1995 غيرها) وكانت معدل عمق المراكز
الزلزالية اكثر من 15 كم وبقوة يتراوح ما بين 4و6,2 درجة على مقياس ريخت.
الجدير بالذكر كان الزلزال التي ضربت مدينة حلب في (9.8.1138ميلادية) من
أسؤ الزلازل في تاريخ المطقة , التي اسفر عن 230 ألف قتيل , و ضربت زلزالا
قويا بيروت عام 551 قبل الميلاد واحدث موجه بحرية بأرتفاع 30 مترا زحفت
على المدينة وامعنت في دمارها, كما ضربت زلزال قوي آخر في عام 1873 مدينة
بيروت.
تمتاز هذه المنطقة كباقي المناطق النشطة من الناحية الزلزالية والتي تحتوي
على احزمة من الفوالق العميقة الى تكرار تعرض المنطقة الى هزات ضعيفة
يعقبها غالبا هزات قوية ومن ثمت تكرر بتعرض المنطقةالى هزات ضعيفة وقد
تستغرق العملية احيانا مابين شهر والى اكثر من ستة اشهر الى ان تستقر
المنطقة بعد تفريغها من الطاقة المخزونة التي تنفجرت متى ما تصل الى درجة
تفقد اختلال التوازن بين الطاقة المخزونة تحت الارض وطاقة التراكيب
الجيولوجية التي تحمي تلك الطاقةتحت سطح الارض.
يقول الخبير الجيولوجي(د. محمد الخولي) ا، المنطقة المحيطة بفالق عقبة
لبنان ومن ضمنها لبنان يقع ضمن كماشة جيولوجية, يوجد في أسفلها صفائح
وفوالق ارضية, تهتز بأعتدال كل يوم عشرات المرات بقوة تراوح بين درجتين
و2,5 درجة على مقياس ريختر,لذالك لا نشعر بها, قال الحمد لله على هذه
الهزات المتكررة, لأن حدوثها يحرر الطاقة اسفل الصفائح شيئا فشيئا
ولايدعها تتجمع مع الوقت لتشكل قوة هائلة ,تنفلت فجأة وتسبب الزلازل
العملاقة المدمرة (13).
لقد تعرضت المنطقة خلال الفترة مابين21.1.1983 الى 20.04.1983 الى اكثر ما
500 هزة ارضية ضعيفة وكانت معدل عمق المركز الزلزالي ما بين 7-10 كم تحت
سطح الارض, وتلك الفترة تشكل مرحلة عدم استقرار المنطقة من الناحية
الزلزالية , كما تعرضت المنطقة في 4.02.1983 الى هزبين قوتين بقوة(5,1و4,9
درجة على مقياس ريختر) , استمرت العملية حوالى 90 يوما الى ان استقرت
المنطقة من الناحية الزلزالية ,وكما تعرضت المنطقة خلال الفترة.04.1990
20-27.04.1990 الى عددةهزات ارضية تراواحت معدل قوتها بحوالي 4.2 درجة على
مقياس ريختر. تعرضت المنطقة خلال الفترة ما بين 31.07.1993 ولغاية نهاية
آب 1993 الى اكثر من 600 هزة ارضية ضعيفة بقوة لاتزيد عن 4 درجة على مقياس
ريختر وقد انفجر الزلزال القوي في 2.8.1993 بقوة 5,9 درجة على مقياس ريختر
و كانت مركز الزلزال على عمق اكثر من 15 كم وقد هزة المنطقة بكاملها (مصر
, اسرائيل و السعوديةالاردن ووصلت تأثيرها الى شمال سوريا والعراق.)
على ضوء الخصوصيات الزلزالية للمنطقة فانها تعتبر من ضمن المناطق المهدة
بالكوارث الطبيعية وانها مثبتة حتى في خرائط هيئة الامم المتحدة ( منطقة
الكوارث الطبيعية – الزلازل), ولذا تشير معظم الخبراء المختصين في علم
الجيولوجيا والزلازل بانها منطقة ليست في منأى عن الخطر الزلزالي وذلك
لانتقالها من النطاق المستقر في الصفيحة العربية وقوى الشد التي تؤثر على
البحر الاحمر وخليج عدن التي تدفع الصفيحة العربية شمالا, في حين ان البحر
الميت يدفع بها شرقا اضافة الى منطقة الفوالق الكثيرة المشتعبة وذات
النشاط الزلزالي المختلف ونظام الازاحة العميقة الذي يضغط على نهاية البحر
الاحمر في منطقة خليج العقبة والسويس اضافة الى دوران الصفيحة العربية عكس
عقارب الساعة, كا هذه الامور مجتمعة تجعل من الجزء الشمالي الغربي للصفيحة
العربية مسرحا لتجمع الطاقة الامر الذي يتولد عنه زلازل مدمرة في المنطقة
. الجدير بالذكر كان عام 2003 عام الكوارث الطبيعية التي قضى على أكثر من
50 الف شخص في العالم وتسبب خسار مادية فادحة تصل الى 60 ملليار
دولار(11).
لقد اشارة التقارب بان المنطقة قد تعرضت لزلازل مدمرة في فترات تفصل
بينهما في كل مرة ما بين( 70الى 100 سنة) والبعض الاخير تقدر الفترة ما
بين( 85-90- سنة)(4), ومن هذا المنطلق يتوقع الخبراء بأحتمال تعرض
المنطقةالى زلزال اخر قوي بعد الزلزال الاخير القوي التي ضربت المنطقة في
عم 1927 والتي دخلت حاليا المنطقة ضمن حدود الزمنى لاحتمال تعرض المنطقة
الى زلزال اخر قوي وربما مدمر( اذا لم تسبقها هزات ضعيفة كما التي تعرضت
لها المنطقة مؤخرا لتفريخ الطاقة المخزونة تحت سطح الارض ) على امتداد
منطقةالانهدام والتي تعرف بفالق البحر الميت او فالق عقبة –لبنان. وهذا
امر طبيعي وضروي في تعرض المنطقة لهزات ارضية مختلفة الطبيعة والشدة مع
الاخذ بعين الاعتبار كبر الفترة الزمنية المحتملة لعودة حدوث الزلازل
القوية في المنطقة وتقدر الفترة بحوالي77 سنة, علما بان احتمال تكرار
الزلازل القوية تقع مابين (70-100 سنة ).
اهم التوصيات لمواجهة مخاطر الزلازل في المنطقة:
تكمن اول خطوة علمية في انشاء مركز اقليمي للدراسات والبحوث الزلزالية
وتقويم المخاطر والكوارث من خلال تشكيل لجان من المختصين المعنين بالمخاطر
الطبيعية والصنعية- العامل البشري,مثل ( المشاريع العملاقة ,السدود
الكبيرة , الاستخراج المفرط للمياه والنفط , وغيرها). تنسيق الابحاث
وتبادل المعلومات والخبرات ومتابعة ما يجرى من تأثيرات على هذه المنطقة (
الدول التي تقع تحت تأثير النشاط الزلزالي لمنظومة فوالق البحر الميت).
ضرورة انشاء شبكة ميكروية على امتداد الفوالق النشطة والتي تقع فيها
التجمعات السكنية والنشاطات العمرانية المختلفة وانجاز الخرائط
السيسموتكتونية وخرائط التمنطق الزلزالي للمنطقة واستخدام تقنيات ال (
جي.بي.ئيس) في دراسة سرعة حركة الصفيحة العربية والدراسات التكتونية
والزلزالية القديمة لما لها من اهمية كبيرة في دراسة احتمالية الخطر
الزلزالي بغية الحذر منها , تستخدم سبكة(جي.بي.ئيس) لمعرقة حركة القارات ,
وسرعة أبتعاد او اقتراب واحدة عن الاخرى وسرعة اتساع( سرعة أبتعاد آسيا عن
افريقيا) او تقلص االبحار( البحر الاحمر , البحر الابيض المتوسط), معرفة
مدى التمدد أو الانكماش داخل الشقوق والصدوع- الفوالق الارضية( مثل فالق
زاكروس , البحر الميت وغيرها) وبالتالي يمكن على ضوء تلك النتائج تحديد
المناطق التي يتم فيها التضاغط او التمدد بشكل سريع والتي لها دور مهم في
تحديد المناطق والمواقع التي يمكن ان تتعرض للزلازل, وهذا خير مؤشر لأتخاذ
ما يلزم في تلك المواقع , لاسيما في عمليات التخطيط المستقبلي للدولة من
أنشاء المشاريع التي يجب ان تحدد مواقعها على الارض على ضوء نتائج دراسات
شبكة( جي .بي .يس) تجنبا من الوقوع في مشاكل التي ستنجم من التخطيط الغير
العلمي, وفي مثل هذه الحالات ستؤدي تدخل العامل البشري الغير المنظم(
العشوائي) الى زيادة التوتر في اختلال التوازن الديناميكي للقشرة الارضية
اذا ما تم أنشاء مشاريع كبيرة ( االسدود الكبيرة , المشاريع الصناعية ,
المفاعلات النووية وغيرها) على المواقع الخطرة من الناحية الزلزالية بفعل
العامل الطبيعي , وعندما تدخل( تضيف) اليها العامل البشري ستؤدي الى خلق
مشاكل وربما كوارث غير متوقعة .
ايجاد آلية التنسيق بين الدول التي تقع تحت تأثير الزلازل على امتداد فالق
البحر الميت من وضع قوانين تمنع اية نشاطات في المنطقة تؤدي الى زيادة
اختلال التوزن الطبيعي فيها , ومنها وضع حد للصراع على مصادر المياة في
المنطقة وتخفيف التوتر السياسي بين الانظمة الحاكمة في المنطقة التي تعرقل
الجهود العلمية في تنفيذ الحلول العلمية في التعامل مع المتغيرات الطبيعية
والبشرية التي سيؤدي الى تعرض المنطقةالى كوارث طبيعية وبشرية يصعب بعد
فوات الاوان من معالجتها, لاسيما اذا لاسمح الله في ظل الاوضاع القائمة في
المنطقة بأحتمال تعرض المنطقة الى زلزال قوي مدمر بالرغم من كونها ظاهرة
طبيعية ,كما يؤكدها الخبراء والمختصون بالموضوع, وتحذر من عواقبها في ظل
الاوضاع القائمة في المنطقة التي تفتقر الى الاساليب الحديثة لمواجهة
مخاطر الزلازل والتخفيف من تأثيرها على الانسان قبل كل شي , لاسيما في هذه
المنطقة التي تعاني سكانها بشكل عام من ظروف تفتقر الى ابسط مقومات مواجهة
الزلازل, وعاشت شعوب المنطقة وتعيش حاليا تحت رحمة الاقدار- كما يقولون(
هذا قدرنا) , الجديربالذكر , ان الزلازل الاخيرة التي تعرضت لها تركيا و
ايران مؤخرا راحت ضحيتها عشرات الالآف من الابرياء من سكان المنطقة وكان
ظروف الحياة لسكان تلك المناطق واحدة من ابرز الاسباب التي ادت الى تقديم
الضحايا الكبيرة بسبب ضعف اوحتى فقدان ابسط مقومات البناء في مواجهة مخاطر
الزلازل, حيث أشارة التقارير ( مدينة بام الايرانية) التي تعرضت في
30.12.2003 الى زلزال بقوة 6,8 درجة على مقياس ريختر ادت الى تدمير 90% من
مبانيها المشيدة بالطوب اللبن التي انهارت سريعا مما ارتفع عدد الضحايا
الى حوالي 50 الف شخص, علما بان حكومات هذه المنطقة على علم بمخاطر
الكوارث الطبيعية ومنها الزلازل على سكان المنطقة وعلى علم بأوضاع السكن
فيها, وتاريخ المنطقة خلال الفي سنة الاخيرة شاهدا حجم الخسائر التي نجمت
من الزلازل , وعليه نقول للانظمة الحاكمة في المنطقة ( بان الزلازل
لاتعترف بالحدود الجغرافية للدول , وان الاهمال المستمر من قبل الانظمة في
هذا المجال لهو من الاسباب الرئيسية في ارتفاع عدد الضحا يا البشرية الى
خارج الحدود المتوقعة), واود الاشا رة على ضرورة استفادتهم من خبرة
اليابان التي تتعرض يوما الى 3-زلازل ولكن بفضل اتباع النظام العلمي من
مواجهة الزلازل, نرى بان خسائرهم البشرية قليلة جدا بسبب اهتمامهم بحياة
الانسان قبل كل شئ وتسخير كافةالطاقات العلمية من اجل تخفيف آثار الكوارث
الطبيعية ومنها الزلازل على سكانها. كما من الضروري التركيز على عدم انشاء
المفاعلات النووية ضمن حدود تاثير النشاط الزلزالي لفالق البحر الميت التي
ستؤدي الىتدمير المباني ومنها المفاعلات الذرية متى ما تعرضت المنطقة مرة
اخرى الى زلزال قوي مدمر مما سيؤدي الى كوارث غير متوقعة
الجمعة أغسطس 23, 2013 1:32 pm من طرف مارسيل عبدو
» النتائج الإمتحانية
الخميس أغسطس 22, 2013 8:57 am من طرف مارسيل عبدو
» العناصر المشعة وهجرة اليورانيوم في صخور الجرافيت؟؟؟
الإثنين مايو 02, 2011 9:04 am من طرف جيو محسن
» جيولوجية الجوهورية العربية السورية
الجمعة فبراير 04, 2011 1:17 pm من طرف بدر محمد
» وزارة الخارجية توافق على إحداث مكتب إقليمي للمكية الفكرية ترأسه الأستاذة آمال تادروس تلغراف
الإثنين ديسمبر 20, 2010 2:47 pm من طرف moutaz
» اسرائيل تمنع التواصل بين أبناء الجولان السوري المحتل والوطن الأم خلال حفل ختام حملة دعم الجولان في اللاذقية
السبت ديسمبر 18, 2010 7:11 am من طرف moutaz
» ملخص الصخور(1)
الأحد ديسمبر 12, 2010 6:54 am من طرف جيو محسن
» بدعم رسمي وشعبي وعلى مسرح دار الأسد للثقافة باللاذقية إطلاق الدورة الثانية من الحملة الاهلية لدعم الجولان المحتل
الثلاثاء نوفمبر 30, 2010 3:00 pm من طرف moutaz
» نقلة نوعية لطلاب قسم الجيولوجيا ؟؟؟؟؟
الجمعة نوفمبر 05, 2010 6:00 am من طرف wael
» مــن أيــن تاتي مـلـوحــة مياه الـبـحــر؟
الأحد أكتوبر 31, 2010 8:59 am من طرف moutaz