الرئيسية
العمل/الترفيه
ضحاياها بالملايين.. والعلماء يخشون فناء الأرض بسببها
الرومان أول من عانوا من البراكين في التاريخ المكتوب عام 79 قبل الميلاد
عام 1943 لاحظ مزارع في المكسيك ان الذرة ليست الأمر الوحيد الذي ينمو في مزرعته. فبينما كان في حقله، رأي صدوعا او شقوقا تتفتّح في الارض. وفي اليوم الثاني كانت هذه الشقوق قد تحولت بركانا صغيرا.
وخلال الاسبوع التالي كبر البركان وصار علوه 150 مترا، واستمر ينمو حتي بلغ 360 مترا بعد سنة. وفي النهاية وصل علو هذا البركان، الذي يقع علي ارتفاع 2775 مترا عن سطح البحر، الي 430 مترا. وهذا البركان الذي سُمِّي باريكوتين توقف فجأة عن الثوران عام 1952، ولا يزال خامدا الي اليوم. وفي تلك الفتره لم تكن بدأت الدراسات بشكل قوي عن تلك الظاهرة المخيفة التي يعتبرها معظم العلماء الخطر الاكبر لفناء الارض يوما ما.
ويذكر تقرير من معهد سميثسونيان بالولايات المتحدة: انك أثناء قراءتك لهذه الكلمات، من المحتمل ان يكون 20 بركانا علي الاقل ثائرا حول العالم . وتشكل البراكين في مناطق الاندساس اكبر خطر علي البشر، إن من حيث عدد الثورانات او من حيث قربها من المناطق الآهلة بالسكان. وتنتشر مئات البراكين من هذا النوع حول حافة المحيط الهادئ، ولذلك اكتسبت هذه المنطقة الاسم: حلقة النار.
ولكن توجد بعض البراكين في البقع الساخنة البعيدة عن حدود الالواح الارضية. ويبدو ان جزر هاواي، آزور، غالاباغوس، وسوسايتي نشأت جميعها نتيجة النشاط البركاني في البقع الساخنة. فما هي البراكين وما مدي خطورتها علي كوكب الارض وعلي فناء البشرية كما يتخوف الكثير من العلماء في كتبهم وأحاديثهم عن تلك الظاهرة.
ما هو البركان
يعتبر البركان ناتجا مباشرا من نواتج النشاطات النارية التي تحدث في باطن الأرض ويمكننا وصفه بأنه مكان يحدث به فوهة أو شق تنطلق منها المواد المصهورة الحارة مع ما يصاحبها من بخار وغازات وحمم ورماد بركاني ونتيجة لاندفاع هذه المواد وتجمعها وتراكمها تتكون كتلة مخروطية الشكل وقد تأخذ مع مرور الزمن اشكال الجبال البركانية والتلال المخروطية. وتقسم البراكين الموجودة في العالم إلي ثلاثة أنواع براكين نشيطة وبراكين هامدة وأخري تعطي دخانا وأبخرة.
التنبؤ بحدوث الإنفجارات البركانية
سجل التاريخ حدوث هزات أرضية قبل حدوث البراكين، حيث سبق حدوث انفجار هاواي الشهير نوعان من الهزات الأرضية نوع قريب من السطح لا يتعدي بعُد مركز الزلزال فيه عن 8 كيلومترات عن السطح، ونوع حدث علي أعماق سحيقة علي بعد 60 كيلومترا تحت سطح الأرض. وفي بعض الحالات سبقت الهزات انفجار البراكين بعدة سنوات ومثال ذلك تلك الهزات الأرضية التي استمرت 16 عاما قبل ثوران بركان فيزوف (منذ 79 ق.م) وكذلك الهزات الأرضية التي استمرت عدة سنوات قبل حدوث انفجار بركان كيلوا في هاواي. وفي هذا المجال قام (مركز رصد البراكين) في هاواي بعدة دراسات ميدانية حول هذه الظاهرة عام 1942 حيث سجل حدوث هزات أرضية عنيفة في مونالوا علي أبعاد سحيقة من سطح الأرض تتراوح بين 40-50 كيلومترا. وفي 22 فبراير من تلك السنة حدثت هزات أرضية قريبة من السطح علي جوانب الجبل في مناطق الشقوق فيه. كانت هذه الهزات إنذارا لحدوث ثورة البركان التي حصلت علي جوانب الجبل علي ارتفاع 2500-3000م، بتاريخ 26 أبريل 1942. ولكن هل يمكن التنبؤ بصورة دقيقة بوقت حدوث النشاطات البركانية؟
وللإجابة علي هذا السؤال يجب ان نعرف أن علماء البراكين مازالوا يتريثون في تقديم أي تنبؤات أكيدة ودقيقة عن زمان ومكان حدوث مثل هذه الانفجارات ورغم ذلك فإن هناك بعض الأحداث والشواهد التي يمكننا الاستدلال منها علي احتمال ثوران البراكين وهي :
1- حدوث الزلازل التي قد تسبق ثوران البراكين بساعات او بسنين أحيانا.
2- التغيرفي صفات وسلوك الينابيع الحارة والفوارات الأرضية والفوهات والبحيرات البركانية.
3- التغير في قوة واتجاهات المجالات المغناطيسية للأرض.
4- زيادة الحرارة المنبعثة في المنطقة ويكن الإستدلال عليها من التصوير بالأشعة تحت الحمراء.
5- التحول في القوي الكهربائية المحلية.
6- السلوك المتوتر لدي بعض أنواع الحيوانات.
ومن الدراسات الحديثة في هذا المجال استخدام الأقمار الصناعية حيث يمكن بواسطتها استعمال جهاز قياس الميل Tilt meter الذي يدلنا علي تغير ميل التراكيب الجيولوجية نتيجة اندفاع الصهارة من اسفل إلي أعلي وحدوث تفلطح في المنطقة التي يبدأ يتكون فيها المخروط البركاني والذي تخرج منه الحمم. إن الاهتمام العالمي بهذا الخصوص أدي إلي تأسيس معاهد تختص بدراسة الظواهر الفجائية مثل الانفجارات البركانية ففي مدينة كامبردج في الولايات المتحدة معهد يضم نخبة من الباحثين وعلماء البراكين والجيولوجيا وتتصل به شبكات عالمية تزوده بالمعلومات حول الهزات الأرضية والثورانات البركانية وأي عوارض أخري فجائية تحدث في القشرة الأرضية في أماكن مختلفة من العالم. ويتم مقارنة ودراسة هذه المعلومات أولا بأول للوصول إلي تصورات متكاملة حول هذا الموضوع.
أشهر البراكين وأخطرها
بركان فيزوف: لا شك ان هذا البركان من أشهر البراكين في التاريخ، ومنذ القدم شاهده الرومان وسجلوا نشاطاته المتكررة، وقد وصف المؤرخ الروماني بليني ثورته المدمرة عام 79 قبل الميلاد بعد فترة خمود طويلة ولقد بقيت هاتان المدينتان التي ضربهم هذا البركان مختفيتان في طي النسيان لمدة 1700 سنة، إلي ان عُثر عليهما وازيحت الطبقات البركانية عنهما من قبل علماء التاريخ، ليشاهد الناس آثار تدمير بركان فيزوف لهما، وليشاهدوا أيضاً الأحافير الإنسانية وغيرها ماثلة أمامهم. وبعد ثورة فيزوف المدمرة قبل الميلاد، هدأ لمدة 1500 عام، ولكنه عاد ليثور عام 1631 وقتل وقتها 18000 نسمة، ومنذ ذلك التاريخ وهذا البركان لم يخمد بصورة نهائية.
بركان كراكاتو:
كراكاتو جزيرة كثيفة الأشجار، تقع في منطقة ضيقة بين جزيرتي جاوه وسومطرة، وصل ارتفاعها حوالي 2600 قدم نتيجة لتكدس التراكمات البركانية علي مدي السنين. ويعتبر انفجار بركان كراكاتو من أهم الانفجارات وأعنفها في عصرنا الحديث. لقد بقي هذا البركان خامداً مدة 200 سنة، وفي شهر مايو 1883 بدأت سلسلة من الانفجارات المتوسطة والضعيفة تحدث فيه. وبعد مرور 3 شهور من هذه النشاطات وصل الإنفجار ذروته في 26 أغسطس من نفس السنة، وحدثت هزة أرضية عنيفة أثرت علي قاع البحر وأحدثت فيها فوهة كبيرة صاحبها ضوضاء وأصوات ودوي لم يعرف مثلها في التاريخ، حتي ان صوت الإنفجارات تلك سمعت علي مسافة 5000كم من مكان حدوثها. اندفعت بعد ذلك سحابة من الرماد والغبار والأتربة البركانية إلي ارتفاع 80 كيلومترا وغطت مساحة 500 كم في المحيط الهندي، وانتشر بعدها الظلام لمدة ثلاثة أيام. وقد كان لإنتشار الغبار البركاني الخفيف - الذي عم العالم - ان سبب تألق غروب الشمس بصورة عجيبة رآه الناس في شتي انحاء الأرض. إن الانفجارات العنيفة التي لازمت ثورة هذا البركان ولدت أمواجاً عاتية في مياه المحيط الهادئ، وتعرف هذه الأمواج باسم أمواج التسونامي التي انتشرت محدثة تأثيرات مخربة في مدن جزيرتي جاوة وسومطرة، وقدر ارتفاع هذه الأمواج بحوالي 30 مترا، وتسببت في وفاة حوالي 40.000 نسمة.
بركان جبل بيليه: حدث انفجار هذا البركان في جبل بيليه الذي يصل ارتفاعه إلي 1200 متر وكان يشرف علي مدينة سانت بيير والتي كانت تعد من اكبر مدن المارتينيك في البحر الكاريبي. وكان اعتقاد الناس وقتها أنه بركان خامد إلي أن بدأت في شهر أبريل من سنة 1902 تندفع منه الأدخنة والغبار، وفي الخامس من مايو اندفعت كميات من الطين دمرت مصنعا للسكر وقتلت عددا من الناس. وتوالت بعدها حوادث هذا البركان ووصلت أقصاها يومي 7، 8 مايو من تلك السنة عندما اندفعت سُحُب من الرماد وتكون شق عميق في جانب الجبل تبعه حدوث أصوات عنيفة وسحب كثيفة من الدخان والغبار تحمل الصخور والأتربة وتنحدر متدفقة ً نحو مدينة سانت بيير بسرعة وصلت إلي 350 ميلا ً، في الساعة، وهناك اكتسحت كل ما قابلها من حي وغير حي ٍ، وقد أودي هذا البركان بحياة أكثر من 30.000 نسمة.
براكين جزر هاوي :
تقع جزر هاواي في المحيط الهادئ ، ويصل عمقها إلي حوالي 15.000 قدم ويشكل تراكم هذا العمق مواد بركانية في اصلها ، وتعتبر براكينها من الأمثلة الواضحة علي البراكين الدرعية حيث تمتاز قبابها بالعرض والانحدار البسيط. وتظهر صخورها بمظهر غير خشن نتيجة تدفق اللابة البازلتية أصلا مع تراكم تجمدات السوائل البركانية التي تدفقت خلال التشققات البركانية علي مدي زمن طويل. تبلغ مساحة جزيرة هاواي البركانية 7600 ميل مربع وترتفع إلي 13680 قدماً فوق سطح مياه المحيط الهادئ. لقد عملت خمسة براكين علي تكوين هذه الجزيرة اثنان منهما مازالا في حالة نشيطة وهما : مونالوا وكيلاوا بركان فولكانو: يقع هذا البركان علي بعد 30 ميلا من بركان سترومبولي. ومن اسمه اشتق اسم (بركان). إن ما يحدث من اصوات شديدة ونشاطات بركانية غير متوقعة دفعت العلماء لإعطاء اسم (البركانية) نسبة له. ويرجع ذلك إلي طبيعة حممه اللزجة وتجمدها بسرعة علي السطح مشكلة موانع قوية تمنع اندفاع الغازات وتعمل علي حسبها بالداخل مما يساعد في حدوث أصوات عالية، ومع وجود وتراكم الغازات يتولد ضغط عنيف ينتهي بانفجارات مدمرة. لقد سجل التاريخ ثورة هذا البركان عام 1880 لمدة سنتين قذف خلالهما ملايين الأطنان من اللابة التي تحولت أخيرا وعلي مر الزمن إلي مسحوق ناعم يغطي مساحات واسعة.
بركان إتنا: يقع هذا البركان في جزيرة صقلية ويصل ارتفاعه إلي حوالي 3600م ويعد أعلي براكين أوروبا في ارتفاعه ويغطي مساحة قدرها 460 ميلا مربعا ويبلغ عمق فوهته 1500م وقد سجل التاريخ 400 ثورة بركانية له منذ عام 475 ق.م. وفي ثورته سنة 1669 أدي إلي مقتل 20.000 نسمة، وتمتاز فوهة هذا البركان باتساعها الكبير ولا يندفع منها أي مقذوفات حاليا، في حين توجد له فوهات كثيرة علي جوانبه المنحدرة يندفع منها بعض الغازات والأبخرة.
إن المنحدرات السفلي لهذا البركان مأهولة بالسكان لأن تربتها الخصبة تزرع علي نطاق واسع.
بركان اشيكون : ثار هذا البركان في المكسيك بتاريخ 28 مارس 1982 ويصل ارتفاعه حوالي 1260 متراً وامتازت ثورته باطلاق كميات هائلة من الغبار والأدخنة والأتربة التي غطت قرية (نارانجو) فأصبحت تبدو مبانيها وكأنها أشباح ماثلة للعيان.
بركان جبل سانت هيلين: وكانت ثورة هذا البركان في 18 مايو 1980 حيث سجل له التاريخ ثورات في عام 1900 ق. م وقد اندفعت منه كميات هائلة من الغازات والرماد والصخور وعمت المنطقة بأسرها وكانت هذه الغازات والرماد تجوب المنطقة بسرعة 200 ميل في الساعة الواحدة حيث غطت مقذوفاته مساحة مقدارها 200 ميل مربع وقتل العشرات من الناس.
التوزيع الجغرافي للبراكين
يُقدر عدد البراكين النشيطة بحوالي 600 بركان موزعة علي سطح الأرض، ويتركز معظمها في أحزمة توازي تقريبا مناطق الشقوق والتكسرات والفوالق الطبيعية متوزعة بمحاذاة سلاسل الجبال حديثة التكوين غالبا. وهناك توزيعان كبيران للبراكين:
- الأول "دائرة الحزام الناري"، وتقع في المحيط الهادي.
- الثاني يبدأ من منطقة بلوشستان إلي إيران، فآسيا الصغري، فالبحر الأبيض المتوسط ليصل علي جزر آزور وكناري ويلتف إلي جبال الأنديز الغربية في الولايات المتحدة. وفيما يلي بعض اسماء البراكين في هذه المناطق:
- منطقة المحيط الهادئ
آلاسكا: 20 بركانا منها بركان كاتاماي، وشيشالدين.
كندا: 5 براكين منها رانجل.
الولايات المتحدة الأمريكية: 8 براكين ومنها راينر.
المكسيك: 10 براكين منها باريكوتين الذي ثار لأول مرة سنة 1934.
أمريكا الجنوبية: بركانان.
نيوزيلنده: 6 براكين.
جوانا الجديدة:30 بركانا.
الفليبين: 20 بركانا.
اليابان: 40 بركانا.
منطقة محور البحر الأبيض المتوسط من جهة الغرب إلي الشرق نجد البراكين التالية في هذه المنطقة :-
منطقة الأدرياتيك: 9 براكين ومنها جبل بيليه.
الآزور: 5 براكين.
الكناري: 3 براكين.
إيطاليا: 15 بركانا ومنها بركان فيزوف وسترومبولي وفولكانو.
المنطقة العربية وآسيا الصغري: 6 براكين.
منطقة الأخدود الأفريقي.
هاواي: 5 براكين.
جزر جالاباجوس: 3 براكين.
آيسلندا: 27بركانا.
أفريقيا الوسطي: 5براكين.
أفريقيا الشرقية : 19 بركانا.
من الاحصائيات السابقة نلاحظ أن حوالي ثلاثة أرباع براكين العالم تتوزع علي حافة المحيط الهادي. ومع ان 80% من هذه البراكين تقع علي الأجزاء اليابسة من القارات، فإن هناك براكين عديدة تثور في قاع المحيطات.
منوعات بركانية
حصلت اكبر ثورة بركانية في التاريخ في تامبورا في جزيرة سامباوا بإندونيسيا يوم 5-7 أبريل 1815 حيث قدرت حجم النواتج البركانية المقذوفة بحوالي 80 كم2 والطاقة الناتجة عنه بحوالي 8.4*10(26) إرغ. وتكونت له فوهة قطرها 11 كم وقتل بسبب ثورته 90.000 نسمة. وأطول مسافة قطعتها الحمم البركانية كانت 70كم ناتجة عن بركان لاكي جنوب شرق آيسلندا عام 1873.
وتعتبر اوسع فوهة بركانية هي فوهة بركان توبا في جزيرة سومطرة مساحتها 1775 كم3. واخيرا يقال أن اسم (بركان) يرجع إلي الإله (فولكان) إله النار والحدادة عند الرومان حيث كانوا يعتقدون ان الجبل الذي يشرف علي خليج نابولي في إيطاليا ما هو إلا مدخنة لأتون كبير يوقده هذا الإله.
الرومان أول من عانوا من البراكين في التاريخ المكتوب عام 79 قبل الميلاد
عام 1943 لاحظ مزارع في المكسيك ان الذرة ليست الأمر الوحيد الذي ينمو في مزرعته. فبينما كان في حقله، رأي صدوعا او شقوقا تتفتّح في الارض. وفي اليوم الثاني كانت هذه الشقوق قد تحولت بركانا صغيرا.
وخلال الاسبوع التالي كبر البركان وصار علوه 150 مترا، واستمر ينمو حتي بلغ 360 مترا بعد سنة. وفي النهاية وصل علو هذا البركان، الذي يقع علي ارتفاع 2775 مترا عن سطح البحر، الي 430 مترا. وهذا البركان الذي سُمِّي باريكوتين توقف فجأة عن الثوران عام 1952، ولا يزال خامدا الي اليوم. وفي تلك الفتره لم تكن بدأت الدراسات بشكل قوي عن تلك الظاهرة المخيفة التي يعتبرها معظم العلماء الخطر الاكبر لفناء الارض يوما ما.
ويذكر تقرير من معهد سميثسونيان بالولايات المتحدة: انك أثناء قراءتك لهذه الكلمات، من المحتمل ان يكون 20 بركانا علي الاقل ثائرا حول العالم . وتشكل البراكين في مناطق الاندساس اكبر خطر علي البشر، إن من حيث عدد الثورانات او من حيث قربها من المناطق الآهلة بالسكان. وتنتشر مئات البراكين من هذا النوع حول حافة المحيط الهادئ، ولذلك اكتسبت هذه المنطقة الاسم: حلقة النار.
ولكن توجد بعض البراكين في البقع الساخنة البعيدة عن حدود الالواح الارضية. ويبدو ان جزر هاواي، آزور، غالاباغوس، وسوسايتي نشأت جميعها نتيجة النشاط البركاني في البقع الساخنة. فما هي البراكين وما مدي خطورتها علي كوكب الارض وعلي فناء البشرية كما يتخوف الكثير من العلماء في كتبهم وأحاديثهم عن تلك الظاهرة.
ما هو البركان
يعتبر البركان ناتجا مباشرا من نواتج النشاطات النارية التي تحدث في باطن الأرض ويمكننا وصفه بأنه مكان يحدث به فوهة أو شق تنطلق منها المواد المصهورة الحارة مع ما يصاحبها من بخار وغازات وحمم ورماد بركاني ونتيجة لاندفاع هذه المواد وتجمعها وتراكمها تتكون كتلة مخروطية الشكل وقد تأخذ مع مرور الزمن اشكال الجبال البركانية والتلال المخروطية. وتقسم البراكين الموجودة في العالم إلي ثلاثة أنواع براكين نشيطة وبراكين هامدة وأخري تعطي دخانا وأبخرة.
التنبؤ بحدوث الإنفجارات البركانية
سجل التاريخ حدوث هزات أرضية قبل حدوث البراكين، حيث سبق حدوث انفجار هاواي الشهير نوعان من الهزات الأرضية نوع قريب من السطح لا يتعدي بعُد مركز الزلزال فيه عن 8 كيلومترات عن السطح، ونوع حدث علي أعماق سحيقة علي بعد 60 كيلومترا تحت سطح الأرض. وفي بعض الحالات سبقت الهزات انفجار البراكين بعدة سنوات ومثال ذلك تلك الهزات الأرضية التي استمرت 16 عاما قبل ثوران بركان فيزوف (منذ 79 ق.م) وكذلك الهزات الأرضية التي استمرت عدة سنوات قبل حدوث انفجار بركان كيلوا في هاواي. وفي هذا المجال قام (مركز رصد البراكين) في هاواي بعدة دراسات ميدانية حول هذه الظاهرة عام 1942 حيث سجل حدوث هزات أرضية عنيفة في مونالوا علي أبعاد سحيقة من سطح الأرض تتراوح بين 40-50 كيلومترا. وفي 22 فبراير من تلك السنة حدثت هزات أرضية قريبة من السطح علي جوانب الجبل في مناطق الشقوق فيه. كانت هذه الهزات إنذارا لحدوث ثورة البركان التي حصلت علي جوانب الجبل علي ارتفاع 2500-3000م، بتاريخ 26 أبريل 1942. ولكن هل يمكن التنبؤ بصورة دقيقة بوقت حدوث النشاطات البركانية؟
وللإجابة علي هذا السؤال يجب ان نعرف أن علماء البراكين مازالوا يتريثون في تقديم أي تنبؤات أكيدة ودقيقة عن زمان ومكان حدوث مثل هذه الانفجارات ورغم ذلك فإن هناك بعض الأحداث والشواهد التي يمكننا الاستدلال منها علي احتمال ثوران البراكين وهي :
1- حدوث الزلازل التي قد تسبق ثوران البراكين بساعات او بسنين أحيانا.
2- التغيرفي صفات وسلوك الينابيع الحارة والفوارات الأرضية والفوهات والبحيرات البركانية.
3- التغير في قوة واتجاهات المجالات المغناطيسية للأرض.
4- زيادة الحرارة المنبعثة في المنطقة ويكن الإستدلال عليها من التصوير بالأشعة تحت الحمراء.
5- التحول في القوي الكهربائية المحلية.
6- السلوك المتوتر لدي بعض أنواع الحيوانات.
ومن الدراسات الحديثة في هذا المجال استخدام الأقمار الصناعية حيث يمكن بواسطتها استعمال جهاز قياس الميل Tilt meter الذي يدلنا علي تغير ميل التراكيب الجيولوجية نتيجة اندفاع الصهارة من اسفل إلي أعلي وحدوث تفلطح في المنطقة التي يبدأ يتكون فيها المخروط البركاني والذي تخرج منه الحمم. إن الاهتمام العالمي بهذا الخصوص أدي إلي تأسيس معاهد تختص بدراسة الظواهر الفجائية مثل الانفجارات البركانية ففي مدينة كامبردج في الولايات المتحدة معهد يضم نخبة من الباحثين وعلماء البراكين والجيولوجيا وتتصل به شبكات عالمية تزوده بالمعلومات حول الهزات الأرضية والثورانات البركانية وأي عوارض أخري فجائية تحدث في القشرة الأرضية في أماكن مختلفة من العالم. ويتم مقارنة ودراسة هذه المعلومات أولا بأول للوصول إلي تصورات متكاملة حول هذا الموضوع.
أشهر البراكين وأخطرها
بركان فيزوف: لا شك ان هذا البركان من أشهر البراكين في التاريخ، ومنذ القدم شاهده الرومان وسجلوا نشاطاته المتكررة، وقد وصف المؤرخ الروماني بليني ثورته المدمرة عام 79 قبل الميلاد بعد فترة خمود طويلة ولقد بقيت هاتان المدينتان التي ضربهم هذا البركان مختفيتان في طي النسيان لمدة 1700 سنة، إلي ان عُثر عليهما وازيحت الطبقات البركانية عنهما من قبل علماء التاريخ، ليشاهد الناس آثار تدمير بركان فيزوف لهما، وليشاهدوا أيضاً الأحافير الإنسانية وغيرها ماثلة أمامهم. وبعد ثورة فيزوف المدمرة قبل الميلاد، هدأ لمدة 1500 عام، ولكنه عاد ليثور عام 1631 وقتل وقتها 18000 نسمة، ومنذ ذلك التاريخ وهذا البركان لم يخمد بصورة نهائية.
بركان كراكاتو:
كراكاتو جزيرة كثيفة الأشجار، تقع في منطقة ضيقة بين جزيرتي جاوه وسومطرة، وصل ارتفاعها حوالي 2600 قدم نتيجة لتكدس التراكمات البركانية علي مدي السنين. ويعتبر انفجار بركان كراكاتو من أهم الانفجارات وأعنفها في عصرنا الحديث. لقد بقي هذا البركان خامداً مدة 200 سنة، وفي شهر مايو 1883 بدأت سلسلة من الانفجارات المتوسطة والضعيفة تحدث فيه. وبعد مرور 3 شهور من هذه النشاطات وصل الإنفجار ذروته في 26 أغسطس من نفس السنة، وحدثت هزة أرضية عنيفة أثرت علي قاع البحر وأحدثت فيها فوهة كبيرة صاحبها ضوضاء وأصوات ودوي لم يعرف مثلها في التاريخ، حتي ان صوت الإنفجارات تلك سمعت علي مسافة 5000كم من مكان حدوثها. اندفعت بعد ذلك سحابة من الرماد والغبار والأتربة البركانية إلي ارتفاع 80 كيلومترا وغطت مساحة 500 كم في المحيط الهندي، وانتشر بعدها الظلام لمدة ثلاثة أيام. وقد كان لإنتشار الغبار البركاني الخفيف - الذي عم العالم - ان سبب تألق غروب الشمس بصورة عجيبة رآه الناس في شتي انحاء الأرض. إن الانفجارات العنيفة التي لازمت ثورة هذا البركان ولدت أمواجاً عاتية في مياه المحيط الهادئ، وتعرف هذه الأمواج باسم أمواج التسونامي التي انتشرت محدثة تأثيرات مخربة في مدن جزيرتي جاوة وسومطرة، وقدر ارتفاع هذه الأمواج بحوالي 30 مترا، وتسببت في وفاة حوالي 40.000 نسمة.
بركان جبل بيليه: حدث انفجار هذا البركان في جبل بيليه الذي يصل ارتفاعه إلي 1200 متر وكان يشرف علي مدينة سانت بيير والتي كانت تعد من اكبر مدن المارتينيك في البحر الكاريبي. وكان اعتقاد الناس وقتها أنه بركان خامد إلي أن بدأت في شهر أبريل من سنة 1902 تندفع منه الأدخنة والغبار، وفي الخامس من مايو اندفعت كميات من الطين دمرت مصنعا للسكر وقتلت عددا من الناس. وتوالت بعدها حوادث هذا البركان ووصلت أقصاها يومي 7، 8 مايو من تلك السنة عندما اندفعت سُحُب من الرماد وتكون شق عميق في جانب الجبل تبعه حدوث أصوات عنيفة وسحب كثيفة من الدخان والغبار تحمل الصخور والأتربة وتنحدر متدفقة ً نحو مدينة سانت بيير بسرعة وصلت إلي 350 ميلا ً، في الساعة، وهناك اكتسحت كل ما قابلها من حي وغير حي ٍ، وقد أودي هذا البركان بحياة أكثر من 30.000 نسمة.
براكين جزر هاوي :
تقع جزر هاواي في المحيط الهادئ ، ويصل عمقها إلي حوالي 15.000 قدم ويشكل تراكم هذا العمق مواد بركانية في اصلها ، وتعتبر براكينها من الأمثلة الواضحة علي البراكين الدرعية حيث تمتاز قبابها بالعرض والانحدار البسيط. وتظهر صخورها بمظهر غير خشن نتيجة تدفق اللابة البازلتية أصلا مع تراكم تجمدات السوائل البركانية التي تدفقت خلال التشققات البركانية علي مدي زمن طويل. تبلغ مساحة جزيرة هاواي البركانية 7600 ميل مربع وترتفع إلي 13680 قدماً فوق سطح مياه المحيط الهادئ. لقد عملت خمسة براكين علي تكوين هذه الجزيرة اثنان منهما مازالا في حالة نشيطة وهما : مونالوا وكيلاوا بركان فولكانو: يقع هذا البركان علي بعد 30 ميلا من بركان سترومبولي. ومن اسمه اشتق اسم (بركان). إن ما يحدث من اصوات شديدة ونشاطات بركانية غير متوقعة دفعت العلماء لإعطاء اسم (البركانية) نسبة له. ويرجع ذلك إلي طبيعة حممه اللزجة وتجمدها بسرعة علي السطح مشكلة موانع قوية تمنع اندفاع الغازات وتعمل علي حسبها بالداخل مما يساعد في حدوث أصوات عالية، ومع وجود وتراكم الغازات يتولد ضغط عنيف ينتهي بانفجارات مدمرة. لقد سجل التاريخ ثورة هذا البركان عام 1880 لمدة سنتين قذف خلالهما ملايين الأطنان من اللابة التي تحولت أخيرا وعلي مر الزمن إلي مسحوق ناعم يغطي مساحات واسعة.
بركان إتنا: يقع هذا البركان في جزيرة صقلية ويصل ارتفاعه إلي حوالي 3600م ويعد أعلي براكين أوروبا في ارتفاعه ويغطي مساحة قدرها 460 ميلا مربعا ويبلغ عمق فوهته 1500م وقد سجل التاريخ 400 ثورة بركانية له منذ عام 475 ق.م. وفي ثورته سنة 1669 أدي إلي مقتل 20.000 نسمة، وتمتاز فوهة هذا البركان باتساعها الكبير ولا يندفع منها أي مقذوفات حاليا، في حين توجد له فوهات كثيرة علي جوانبه المنحدرة يندفع منها بعض الغازات والأبخرة.
إن المنحدرات السفلي لهذا البركان مأهولة بالسكان لأن تربتها الخصبة تزرع علي نطاق واسع.
بركان اشيكون : ثار هذا البركان في المكسيك بتاريخ 28 مارس 1982 ويصل ارتفاعه حوالي 1260 متراً وامتازت ثورته باطلاق كميات هائلة من الغبار والأدخنة والأتربة التي غطت قرية (نارانجو) فأصبحت تبدو مبانيها وكأنها أشباح ماثلة للعيان.
بركان جبل سانت هيلين: وكانت ثورة هذا البركان في 18 مايو 1980 حيث سجل له التاريخ ثورات في عام 1900 ق. م وقد اندفعت منه كميات هائلة من الغازات والرماد والصخور وعمت المنطقة بأسرها وكانت هذه الغازات والرماد تجوب المنطقة بسرعة 200 ميل في الساعة الواحدة حيث غطت مقذوفاته مساحة مقدارها 200 ميل مربع وقتل العشرات من الناس.
التوزيع الجغرافي للبراكين
يُقدر عدد البراكين النشيطة بحوالي 600 بركان موزعة علي سطح الأرض، ويتركز معظمها في أحزمة توازي تقريبا مناطق الشقوق والتكسرات والفوالق الطبيعية متوزعة بمحاذاة سلاسل الجبال حديثة التكوين غالبا. وهناك توزيعان كبيران للبراكين:
- الأول "دائرة الحزام الناري"، وتقع في المحيط الهادي.
- الثاني يبدأ من منطقة بلوشستان إلي إيران، فآسيا الصغري، فالبحر الأبيض المتوسط ليصل علي جزر آزور وكناري ويلتف إلي جبال الأنديز الغربية في الولايات المتحدة. وفيما يلي بعض اسماء البراكين في هذه المناطق:
- منطقة المحيط الهادئ
آلاسكا: 20 بركانا منها بركان كاتاماي، وشيشالدين.
كندا: 5 براكين منها رانجل.
الولايات المتحدة الأمريكية: 8 براكين ومنها راينر.
المكسيك: 10 براكين منها باريكوتين الذي ثار لأول مرة سنة 1934.
أمريكا الجنوبية: بركانان.
نيوزيلنده: 6 براكين.
جوانا الجديدة:30 بركانا.
الفليبين: 20 بركانا.
اليابان: 40 بركانا.
منطقة محور البحر الأبيض المتوسط من جهة الغرب إلي الشرق نجد البراكين التالية في هذه المنطقة :-
منطقة الأدرياتيك: 9 براكين ومنها جبل بيليه.
الآزور: 5 براكين.
الكناري: 3 براكين.
إيطاليا: 15 بركانا ومنها بركان فيزوف وسترومبولي وفولكانو.
المنطقة العربية وآسيا الصغري: 6 براكين.
منطقة الأخدود الأفريقي.
هاواي: 5 براكين.
جزر جالاباجوس: 3 براكين.
آيسلندا: 27بركانا.
أفريقيا الوسطي: 5براكين.
أفريقيا الشرقية : 19 بركانا.
من الاحصائيات السابقة نلاحظ أن حوالي ثلاثة أرباع براكين العالم تتوزع علي حافة المحيط الهادي. ومع ان 80% من هذه البراكين تقع علي الأجزاء اليابسة من القارات، فإن هناك براكين عديدة تثور في قاع المحيطات.
منوعات بركانية
حصلت اكبر ثورة بركانية في التاريخ في تامبورا في جزيرة سامباوا بإندونيسيا يوم 5-7 أبريل 1815 حيث قدرت حجم النواتج البركانية المقذوفة بحوالي 80 كم2 والطاقة الناتجة عنه بحوالي 8.4*10(26) إرغ. وتكونت له فوهة قطرها 11 كم وقتل بسبب ثورته 90.000 نسمة. وأطول مسافة قطعتها الحمم البركانية كانت 70كم ناتجة عن بركان لاكي جنوب شرق آيسلندا عام 1873.
وتعتبر اوسع فوهة بركانية هي فوهة بركان توبا في جزيرة سومطرة مساحتها 1775 كم3. واخيرا يقال أن اسم (بركان) يرجع إلي الإله (فولكان) إله النار والحدادة عند الرومان حيث كانوا يعتقدون ان الجبل الذي يشرف علي خليج نابولي في إيطاليا ما هو إلا مدخنة لأتون كبير يوقده هذا الإله.
» النتائج الإمتحانية
» العناصر المشعة وهجرة اليورانيوم في صخور الجرافيت؟؟؟
» جيولوجية الجوهورية العربية السورية
» وزارة الخارجية توافق على إحداث مكتب إقليمي للمكية الفكرية ترأسه الأستاذة آمال تادروس تلغراف
» اسرائيل تمنع التواصل بين أبناء الجولان السوري المحتل والوطن الأم خلال حفل ختام حملة دعم الجولان في اللاذقية
» ملخص الصخور(1)
» بدعم رسمي وشعبي وعلى مسرح دار الأسد للثقافة باللاذقية إطلاق الدورة الثانية من الحملة الاهلية لدعم الجولان المحتل
» نقلة نوعية لطلاب قسم الجيولوجيا ؟؟؟؟؟
» مــن أيــن تاتي مـلـوحــة مياه الـبـحــر؟