أعضاء القافلة وهم يودعون الصحراء و«الجلف» قرب الفرافرة
«قضينا ليلتين وثلاثة أيام فوق كثبان بحر الرمال» عندما كنا نقول هذه الجملة للزملاء والأصدقاء بعد عودتنا إلى القاهرة كانوا يتقبلون المعلومة بشىء من الريبة، فعلاقة المصريين بالصحراء، التى تمثل ما يزيد على ٩٠% من مساحة الدولة، فقيرة فما الحال ببحر الرمال الذى ابتلع جيش قمبيز عن آخره، وصورته أفلام مصرية عديدة على أنه قادر على ابتلاع الرجل بطوله فى دقائق معدودة،
وكأنه أعتى فى قوته من أمواج البحر. والمعيشة فى بحر الرمال صعبة للغاية، لعدم وجود أى مصدر للمياه، إضافة لصعوبة حركة السيارات فوق الكثبان الرملية، لكنها ليست مستحيلة، الليالى الربيعية التى قضيناها بين «الغرود» كانت ممتعة، رؤية الهلال ابتداء من اليوم الأول فى الشهر العربى، ومتابعة أفوله حتى يصبح وكأنه فى متناول اليد وعلى بعد سنتيمترات من الرمال تجربة فريدة حيث تقترن برؤية السماء الزرقاء بنجومها وكواكبها.
لم نبحث بالطبع عن جيش قمبيز أو بقاياه، فالموضوع يبدو للعلماء وخبراء الآثار وكأنه درب من الخيال فلم يقل بفناء جيش الملك الفارسى فى بحر الرمال قرب سيوة إلا المؤرخ الإغريقى هيرودت، وقبل عدة سنوات نشطت حملة سياحية ثقافية للبحث عن الجيش الفارسى، لكنهم لم يجدوا أى آثار،
إلا أن بعض الباحثين عثروا على ما يشبه لجام فرس نحاسى فى بحر الرمال وهو ضمن ممتلكات المتحف المصرى، ولم يثبت حتى الآن تاريخ هذا الأثر وما إذا كان يعود للجيش المفقود أم لا، إضافة إلى ذلك فإننا مررنا فى الجزء الجنوبى لبحر الرمال ونحن فى طريقنا من وادى «السليكا» إلى واحة الفرافرة، وبحسب الخبراء المرافقين للقافلة فإننا كنا نبعد نحو ٤٠٠ كيلو متر من الموقع المرجَّح مرور جيش قمبيز منه فى اتجاه الغرب.
ومساحة بحر الرمال تبلغ - وفقاً لأقل التقديرات - ١٣٥ ألف كيلو متر مربع، ويقول خبراء الجغرافيا إنه يمتد بنحو ٥٠٠ كيلو من الشمال إلى الجنوب، فيما يبلغ عرضه نحو ٤٠٠ كيلو متر فى بعض المناطق، ويمتد من سيوة شمالاً إلى الجلف الكبير جنوباً، وللمتجه من غربه إلى شرقه سيجد فى طريقه ما يربو على ٥٥ من الكثبان الرملية «يسمونها الغرود» منها ١٧ غرداً متوسط الانحدار ونحو ٣٠ غردًا شديد الانحدار.. ويصل طول بعض الغرود نحو ٤٠٠ كيلومتر فى بعض الأحيان.. أما أقصى ارتفاع لها فيبلغ ١٦٠ مترًا من السفح.
وزوايا الهبوط من أعلى الغرد إلى أسفله تكون شاقة وصعبة فى أغلب الأحيان، وتصل درجة الميل فى بعضها إلى ٦٠ درجة، وعلى مدار يومين هبطنا العشرات من هذه الغرود، وعندما ننظر إلى الأسفل ونرى بعض سيارات القافلة قد وصلت إلى السطح كنا نصاب بدوار يشبه ما يحدث لراكبى السفن أو الطائرات لأول مرة، وكان بعض الزملاء فى الرحلة يتلون الشهادة مع كل هبوط، بينما كان السائقون المحترفون - ومنهم محمود - يزيدون من سرعتهم مع إصدار أصوات عالية، لإعطاء مزيد من الرهبة والتشويق لمهمتهم.
والكثبان الرملية لها أسماء علمية متعارف عليها، وهى «السيوف» و«الهلالية» و«ظهر الحوت»، ويعرف الخبراء والعلماء جيدا طريقة تكون كل نوع منها، وما تتضمنه، وعمرها.
رجال المحميات الغربية نصبوا على أبواب بحر الرمال آخر لوحاتهم الإرشادية عن محمية الجلف الكبير، وبعد يومين من السباحة فوق بحر الرمال، أخذنا قائد الرحلة محمود نور الدين إلى لوحة جمالية رائعة توضح معجزة الخالق.. عددًا محدودًا من النباتات الخضراء التى نمت وترعرت فوق كثبان بحر الرمال وبدون قطرة مياه واحدة سواءً من الأمطار أو من المياه الجوفية، فالأجواء قاحلة للغاية، والأرض مرتفعة بنحو ٢٨٥ متراً عن سطح البحر.
الشجيرات التى رأيناها وصورناها كانت من نوع أفيدرا ألاتا، وقال أحمد سلامة مدير محميات المنطقة الغربية، إنها تنمو على قطرات الندى التى تستخلصها من الجو.
الجمعة أغسطس 23, 2013 1:32 pm من طرف مارسيل عبدو
» النتائج الإمتحانية
الخميس أغسطس 22, 2013 8:57 am من طرف مارسيل عبدو
» العناصر المشعة وهجرة اليورانيوم في صخور الجرافيت؟؟؟
الإثنين مايو 02, 2011 9:04 am من طرف جيو محسن
» جيولوجية الجوهورية العربية السورية
الجمعة فبراير 04, 2011 1:17 pm من طرف بدر محمد
» وزارة الخارجية توافق على إحداث مكتب إقليمي للمكية الفكرية ترأسه الأستاذة آمال تادروس تلغراف
الإثنين ديسمبر 20, 2010 2:47 pm من طرف moutaz
» اسرائيل تمنع التواصل بين أبناء الجولان السوري المحتل والوطن الأم خلال حفل ختام حملة دعم الجولان في اللاذقية
السبت ديسمبر 18, 2010 7:11 am من طرف moutaz
» ملخص الصخور(1)
الأحد ديسمبر 12, 2010 6:54 am من طرف جيو محسن
» بدعم رسمي وشعبي وعلى مسرح دار الأسد للثقافة باللاذقية إطلاق الدورة الثانية من الحملة الاهلية لدعم الجولان المحتل
الثلاثاء نوفمبر 30, 2010 3:00 pm من طرف moutaz
» نقلة نوعية لطلاب قسم الجيولوجيا ؟؟؟؟؟
الجمعة نوفمبر 05, 2010 6:00 am من طرف wael
» مــن أيــن تاتي مـلـوحــة مياه الـبـحــر؟
الأحد أكتوبر 31, 2010 8:59 am من طرف moutaz