وعلى بعد عدة كيلومترات من هذا الموقع، أخذنا قائد القافلة إلى موقع ليس بعيد عن «عين دله»، وهى عين المياه العذبة الوحيدة فى بحر الرمال، وهناك وجدنا تلاً صغيرًا من الترسيبات البحرية التى تنتشر فيها أحجار الماغنسيوم والجبس، كما شاهدنا فيها مجموعة متحجرة من أسنان القرش، كما سجل مصطفى رزق خبير الآثار فى المجموعة وجود عدد من قطع بيض النعام، التى لا تتحلل بسهولة لارتفاع نسبة الكالسيوم فيها.
وفسر الخبراء والجيولوجيون المرافقون وجود هذه الترسيبات والكائنات بأن بحر الرمال كان منطقة منخفضة للغاية، بحسب نظرية الدكتور فاروق الباز، وأن هذه الرمال جاءت مع المياه، وأن المياه هبطت للأرض أو تبخرت أو ذهبت للبحر، وبقيت الرمال، لكن نظريات أخرى تشير إلى أن كل هذه المنطقة كانت جزءًا من البحر المتوسط، الذى انحسر إلى الخلف تاركاً دلالات وكائنات بحرية متحجرة فى هذا المكان.
وبالقرب من واحة سيوة، وعلى بعد ٤٠٠ كيلو متر من الموقع الذى نجد فيه بحر الرمال من الغرب إلى الشرق، شاهدنا من قبل منطقة ممتلئة بقواقع البحر، وهو ما يفسر وجود مياه مالحة فى وقت سحيق فى هذا المكان.
قطعنا نحو ٥٠٠ كيلو متر من الجلف الكبير للوصول إلى أقرب واحة فى طريق العودة، وهى واحة الفرافرة، ودعنا شيئاً فشيئاً بحر الرمال بلونيه الأبيض والأصفر لتقابلنا أرض طفيلة حمراء عليها تشكيلات رائعة يطلق عليها العلماء اسم «هضبة القس أبوسعيد»، وهى ترتفع عن سطح البحر بنحو ٣٥٣ مترًا وتأخذ شكلاً قائم الزاوية وتغطى مساحة تبلغ ١٤٨٠ كيلو مترًا مربعًا.
تجمعت القافلة وهى على طرق هذه الهضبة قبل أن تهبط للواحة، خرجنا من السيارات التى كانت تقلنا لنهنئ بعضنا على سلامة العودة رغم أننا كنا نبتعد فى حينها عن القاهرة بنحو ٦٠٠ كيلو متر، وجمعتنا صور تذكارية فى آخر نقاط بحر الرمال قبل أن تقع أعيننا مجدداً على مياه الآبار والزرع الأخضر والطرق الأسفلتية.
بعد ١٢ يوماً فى الصحراء بدون استحمام أو «حلاقة ذقن»، حيث المياه للشرب ولإعداد الطعام فقط، فإن اللقاء مع الحمّام كان أهم من لقاء الأحبة، تناقشنا مع قائد الرحلة حول أهمية البقاء فى الفرافرة ولو لعدة ساعات فى أحد الفنادق أو «الكامبات» المخصصة لاستقبال سائحى الصحراء، وذلك للاستحمام لكنه نصحنا بالنزول مباشرة إلى إحدى الآبار الطبيعية المنتشرة فى الفرافرة، «بير ٦» أو «ماجيل ووتر» كما يسميها صاحبها أبوالمعاطى عبد الفتاح، القادم من شربين الدقهلية إلى الفرافرة لاستصلاح الأرض والحاصل من محافظة الوادى الجديد على حق الانتفاع بالبئر،
استغربنا الفكرة فى البداية وذلك لأن البئر مكشوفة للمارة ولأن مياهها حمراء تماماً بفعل أكاسيد الحديد الموجودة فى بطن الأرض، لكن التردد ذهب، عندما وجدنا البئر ممتلئة عن آخرها بمجموعة من السياح الأوروبيين الذين يعرفون فوائد هذه المياه الصحية أكثر من المصريين، انتظرناهم حتى خرجوا ونزلنا المياه التى تتجاوز حرارتها الأربعين، أما رائحتها فكانت نفاذة للغاية.
المياه تتدفق من بئر عمقها مائتا متر تقريباً بدون أى مواتير رفع، و تدافعها قوى للغاية لدرجة أننا استعملناها كمساج لظهورنا المنهكة من رحلة الجلف الكبير.
فى المساء كانت رحلتنا إلى الصحراء البيضاء،التى تقع فى الجزء الشمالى من واحة الفرافرة بمحافظة الوادى الجديد، وهى تبعد عن الواحات البحرية بنحو ١٨٠ كيلو مترًا فقط.
والصحراء البيضاء تمتلك طبيعة نادرة وهى منطقة مهمة لجذب السياحة البيئية، كما تعتبر مزاراً تعليميًا وترويجيًا مهماً لسكان الواحات ولمصر بشكل عام.
وصدر قرار رئيس الوزراء فى ٢٠٠٢ بإعلان محمية الصحراء البيضاء، وهى أجمل تشكيل طبيعى فى مصر على الإطلاق، حيث تتكون من الحجر الجيرى الطباشيرى ذى اللون الأبيض الناصع والذى يتميز بشقوق مليئة بالكالسيت، وتحتوى أحجار المحمية على حفريات القشريات والمحاريات وأسنان القرش.
الحياة الحيوانية غنية فى الصحراء البيضاء وهى تتميز بمجموعة محددة من أنواع الحيوانات والنباتات المتخصصة والمتأقلمة للحياة فى البيئات الرملية ومنها أنواع مهددة بالانقراض مثل الغزال الأبيض وثعلب الفنك، كما تم تسجيل نحو ٢٤ نوعاً من الطيور المقيمة داخل المحمية.
ويزور المحمية نحو ٧٠ ألف سائح سنوياً، ويقول محمود نورالدين قائد قافلتنا، إن السائحين الأوروبيين والآسيويين، خاصة اليابانيين يقبلون على زيارة الصحراء البيضاء، ويشير إلى أن معظم أفواج السائحين تقضى ليلة أو ليلتين داخل المحمية البالغة مساحتها نحو ١٠ آلاف كيلو متر مربع داخل خيام مخصصة لهذه الأماكن، وينوه بأن سياحة ركوب الجمال منتشرة فى الصحراء البيضاء،
ويقبل عليها الأوروبيون، ويشير إلى أنهم يستقدمون الجمال من الواحات البحرية أو من الفرافرة فى شاحنات نقل إلى مدخل المحمية، لكن محافظ الوادى الجديد الحالى أصدر قرارًا غريباً بمنع دخول الجمال من الطرق الأسفلتية وأصدر تعليماته لرجال المرور فى الطريق، وأن هذا الوضع حرم مئات العائلات التى امتهنت هذا العمل على مدار سنوات طويلة.
ومشاكل الصحراء البيضاء لاتقتصر على ذلك، بل إن جميع المشاركين فى القافلة كانت لهم إسهامات وإضافات فى هذا المجال، المحمية الرائعة التى صنعت عوامل التعرية فيها أجمل الأشكال وكأنها ريشة فنان مبدع، تتعامل مع السائحين والمتخصصين بقرارات قديمة وبالية،
وقال رجال السياحة المرافقون لنا إن المصريين، وبالطبع الأجانب، ممنوعون من دخول الجهة الغربية للمحمية، وللعلم فإن الطريق الأسفلتى الذى يربط الفرافرة بالواحات البحرية ينتصف المحمية.
ومنع المصريين والسياح من الدخول إلى الجهة الغربية من المحمية إلا بإذن من الجهات السيادية وراءه قرار من نائب الحاكم العسكرى، وهو صادر قبل ٢٥ عاماً تقريباً، فى هذه الفترة كان هناك توتر فى العلاقات مع ليبيا، وتم تفويض الجهات السيادية بحماية المكان، وتبدلت الأمور منذ سنوات طويلة، وتصالح الأشقاء وبقى القرار الذى يعطل عمل رجال البيئة والسياحة، وكذلك فرص تنمية المكان ورعايته حتى من المسؤول عن المحمية الطبيعية.
ورغم التشدد حول دخول المنطقة الغربية للمحمية، التى تبتعد عن خط الحدود مع ليبيا بنحو ٤٠٠ كيلو متر، فإن محافظ الوادى الجديد وافق لإحدى الشركات الإيطالية المتخصصة على بناء فندق داخل الجزء الغربى للمحمية، قال خبراء البيئة والسياحة إنهم اتحدوا لمواجهة هذا القرار، وتدخلت عدة وزارات لسحب هذه الموافقة العشوائية، وتم تجميد القرار، لكننا رأينا طريقاً ممهداً للمكان المرشح لبناء الفندق.
وفسر الخبراء والجيولوجيون المرافقون وجود هذه الترسيبات والكائنات بأن بحر الرمال كان منطقة منخفضة للغاية، بحسب نظرية الدكتور فاروق الباز، وأن هذه الرمال جاءت مع المياه، وأن المياه هبطت للأرض أو تبخرت أو ذهبت للبحر، وبقيت الرمال، لكن نظريات أخرى تشير إلى أن كل هذه المنطقة كانت جزءًا من البحر المتوسط، الذى انحسر إلى الخلف تاركاً دلالات وكائنات بحرية متحجرة فى هذا المكان.
وبالقرب من واحة سيوة، وعلى بعد ٤٠٠ كيلو متر من الموقع الذى نجد فيه بحر الرمال من الغرب إلى الشرق، شاهدنا من قبل منطقة ممتلئة بقواقع البحر، وهو ما يفسر وجود مياه مالحة فى وقت سحيق فى هذا المكان.
قطعنا نحو ٥٠٠ كيلو متر من الجلف الكبير للوصول إلى أقرب واحة فى طريق العودة، وهى واحة الفرافرة، ودعنا شيئاً فشيئاً بحر الرمال بلونيه الأبيض والأصفر لتقابلنا أرض طفيلة حمراء عليها تشكيلات رائعة يطلق عليها العلماء اسم «هضبة القس أبوسعيد»، وهى ترتفع عن سطح البحر بنحو ٣٥٣ مترًا وتأخذ شكلاً قائم الزاوية وتغطى مساحة تبلغ ١٤٨٠ كيلو مترًا مربعًا.
تجمعت القافلة وهى على طرق هذه الهضبة قبل أن تهبط للواحة، خرجنا من السيارات التى كانت تقلنا لنهنئ بعضنا على سلامة العودة رغم أننا كنا نبتعد فى حينها عن القاهرة بنحو ٦٠٠ كيلو متر، وجمعتنا صور تذكارية فى آخر نقاط بحر الرمال قبل أن تقع أعيننا مجدداً على مياه الآبار والزرع الأخضر والطرق الأسفلتية.
بعد ١٢ يوماً فى الصحراء بدون استحمام أو «حلاقة ذقن»، حيث المياه للشرب ولإعداد الطعام فقط، فإن اللقاء مع الحمّام كان أهم من لقاء الأحبة، تناقشنا مع قائد الرحلة حول أهمية البقاء فى الفرافرة ولو لعدة ساعات فى أحد الفنادق أو «الكامبات» المخصصة لاستقبال سائحى الصحراء، وذلك للاستحمام لكنه نصحنا بالنزول مباشرة إلى إحدى الآبار الطبيعية المنتشرة فى الفرافرة، «بير ٦» أو «ماجيل ووتر» كما يسميها صاحبها أبوالمعاطى عبد الفتاح، القادم من شربين الدقهلية إلى الفرافرة لاستصلاح الأرض والحاصل من محافظة الوادى الجديد على حق الانتفاع بالبئر،
استغربنا الفكرة فى البداية وذلك لأن البئر مكشوفة للمارة ولأن مياهها حمراء تماماً بفعل أكاسيد الحديد الموجودة فى بطن الأرض، لكن التردد ذهب، عندما وجدنا البئر ممتلئة عن آخرها بمجموعة من السياح الأوروبيين الذين يعرفون فوائد هذه المياه الصحية أكثر من المصريين، انتظرناهم حتى خرجوا ونزلنا المياه التى تتجاوز حرارتها الأربعين، أما رائحتها فكانت نفاذة للغاية.
المياه تتدفق من بئر عمقها مائتا متر تقريباً بدون أى مواتير رفع، و تدافعها قوى للغاية لدرجة أننا استعملناها كمساج لظهورنا المنهكة من رحلة الجلف الكبير.
فى المساء كانت رحلتنا إلى الصحراء البيضاء،التى تقع فى الجزء الشمالى من واحة الفرافرة بمحافظة الوادى الجديد، وهى تبعد عن الواحات البحرية بنحو ١٨٠ كيلو مترًا فقط.
والصحراء البيضاء تمتلك طبيعة نادرة وهى منطقة مهمة لجذب السياحة البيئية، كما تعتبر مزاراً تعليميًا وترويجيًا مهماً لسكان الواحات ولمصر بشكل عام.
وصدر قرار رئيس الوزراء فى ٢٠٠٢ بإعلان محمية الصحراء البيضاء، وهى أجمل تشكيل طبيعى فى مصر على الإطلاق، حيث تتكون من الحجر الجيرى الطباشيرى ذى اللون الأبيض الناصع والذى يتميز بشقوق مليئة بالكالسيت، وتحتوى أحجار المحمية على حفريات القشريات والمحاريات وأسنان القرش.
الحياة الحيوانية غنية فى الصحراء البيضاء وهى تتميز بمجموعة محددة من أنواع الحيوانات والنباتات المتخصصة والمتأقلمة للحياة فى البيئات الرملية ومنها أنواع مهددة بالانقراض مثل الغزال الأبيض وثعلب الفنك، كما تم تسجيل نحو ٢٤ نوعاً من الطيور المقيمة داخل المحمية.
ويزور المحمية نحو ٧٠ ألف سائح سنوياً، ويقول محمود نورالدين قائد قافلتنا، إن السائحين الأوروبيين والآسيويين، خاصة اليابانيين يقبلون على زيارة الصحراء البيضاء، ويشير إلى أن معظم أفواج السائحين تقضى ليلة أو ليلتين داخل المحمية البالغة مساحتها نحو ١٠ آلاف كيلو متر مربع داخل خيام مخصصة لهذه الأماكن، وينوه بأن سياحة ركوب الجمال منتشرة فى الصحراء البيضاء،
ويقبل عليها الأوروبيون، ويشير إلى أنهم يستقدمون الجمال من الواحات البحرية أو من الفرافرة فى شاحنات نقل إلى مدخل المحمية، لكن محافظ الوادى الجديد الحالى أصدر قرارًا غريباً بمنع دخول الجمال من الطرق الأسفلتية وأصدر تعليماته لرجال المرور فى الطريق، وأن هذا الوضع حرم مئات العائلات التى امتهنت هذا العمل على مدار سنوات طويلة.
ومشاكل الصحراء البيضاء لاتقتصر على ذلك، بل إن جميع المشاركين فى القافلة كانت لهم إسهامات وإضافات فى هذا المجال، المحمية الرائعة التى صنعت عوامل التعرية فيها أجمل الأشكال وكأنها ريشة فنان مبدع، تتعامل مع السائحين والمتخصصين بقرارات قديمة وبالية،
وقال رجال السياحة المرافقون لنا إن المصريين، وبالطبع الأجانب، ممنوعون من دخول الجهة الغربية للمحمية، وللعلم فإن الطريق الأسفلتى الذى يربط الفرافرة بالواحات البحرية ينتصف المحمية.
ومنع المصريين والسياح من الدخول إلى الجهة الغربية من المحمية إلا بإذن من الجهات السيادية وراءه قرار من نائب الحاكم العسكرى، وهو صادر قبل ٢٥ عاماً تقريباً، فى هذه الفترة كان هناك توتر فى العلاقات مع ليبيا، وتم تفويض الجهات السيادية بحماية المكان، وتبدلت الأمور منذ سنوات طويلة، وتصالح الأشقاء وبقى القرار الذى يعطل عمل رجال البيئة والسياحة، وكذلك فرص تنمية المكان ورعايته حتى من المسؤول عن المحمية الطبيعية.
ورغم التشدد حول دخول المنطقة الغربية للمحمية، التى تبتعد عن خط الحدود مع ليبيا بنحو ٤٠٠ كيلو متر، فإن محافظ الوادى الجديد وافق لإحدى الشركات الإيطالية المتخصصة على بناء فندق داخل الجزء الغربى للمحمية، قال خبراء البيئة والسياحة إنهم اتحدوا لمواجهة هذا القرار، وتدخلت عدة وزارات لسحب هذه الموافقة العشوائية، وتم تجميد القرار، لكننا رأينا طريقاً ممهداً للمكان المرشح لبناء الفندق.
الجمعة أغسطس 23, 2013 1:32 pm من طرف مارسيل عبدو
» النتائج الإمتحانية
الخميس أغسطس 22, 2013 8:57 am من طرف مارسيل عبدو
» العناصر المشعة وهجرة اليورانيوم في صخور الجرافيت؟؟؟
الإثنين مايو 02, 2011 9:04 am من طرف جيو محسن
» جيولوجية الجوهورية العربية السورية
الجمعة فبراير 04, 2011 1:17 pm من طرف بدر محمد
» وزارة الخارجية توافق على إحداث مكتب إقليمي للمكية الفكرية ترأسه الأستاذة آمال تادروس تلغراف
الإثنين ديسمبر 20, 2010 2:47 pm من طرف moutaz
» اسرائيل تمنع التواصل بين أبناء الجولان السوري المحتل والوطن الأم خلال حفل ختام حملة دعم الجولان في اللاذقية
السبت ديسمبر 18, 2010 7:11 am من طرف moutaz
» ملخص الصخور(1)
الأحد ديسمبر 12, 2010 6:54 am من طرف جيو محسن
» بدعم رسمي وشعبي وعلى مسرح دار الأسد للثقافة باللاذقية إطلاق الدورة الثانية من الحملة الاهلية لدعم الجولان المحتل
الثلاثاء نوفمبر 30, 2010 3:00 pm من طرف moutaz
» نقلة نوعية لطلاب قسم الجيولوجيا ؟؟؟؟؟
الجمعة نوفمبر 05, 2010 6:00 am من طرف wael
» مــن أيــن تاتي مـلـوحــة مياه الـبـحــر؟
الأحد أكتوبر 31, 2010 8:59 am من طرف moutaz